أسس طريق السادة النقشبندية مبنية على التمسك بمعتقد أهل السنة الذي كان عليه أهل البيت عليهم السلام وأوائل الصحابة الصادقين من المهاجرين والأنصار، مع تجنب المنهج الدخيل المتأثر بالنواصب الذين هجروا أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى دوام العبودية ظاهرا وباطنا مع الأخذ بالعزائم وتجنب الرخص، وعلى دوام الحضور القلبي مع الله تعالى على طريق الذهول والاستهلاك
والمراد بالرخص فى هذا السياق ما ينبغى لطالب الحق تجنبه كالانهماك فى فضول المباحات، وكثرة الضحك وكثرة النوم وكثرة الأكل وصرف الأوقات إلى الأقارب والأصدقاء
وأهم مبادئ الطريقة النقشبندية التوبة، والذكر الخفي، والمراقبة، ورابطة الشيخ الكامل، وصحبة الشيخ الكامل، فطريق الوصول إلى الله تعالى إما بمحض الصحبة، أو بالذكر مع المراقبة... أو بالتوجه والمراقبة... أو الربط بالشيخ الذى وصل إلى مقام المشاهدة
:أصول الطريقة النقشبندية أحد عشر أصل
بينها كل من حضرة الشيخ عبد الخالق غجداوني والشيخ السيد محمد بهاء الدين شاه نقشبند وهي أصول سير المريد في هذه الطريقة العلية:
١- حفظ النفَس (عن الغفلة عند دخول الهواء وخروجه)
٢- حفظ النظر (عدم التعلق بالمبصرات من الحلال والحرام وغض النظر عنها حتى لا يشتغل القلب بالتفرقة الحاصلة من النظر إليها)
٣- الانتقال من الصفات البشرية الخسيسة إلى الصفات الملكية النورانية
٤- الخلوة فى الجلوة (وهو حضور القلب مع الحق فى الأحوال الدنيوية كلها، والغيبة عن الخلق)
٥- الانشغال بذكر الله على الدوام
٦- رجوع الذاكر بالنفي والإثبات إلى معنى قوله: إلهي أنت مقصودى ورضاك مطلوبي، حيث يورث ملاحظته سر التوحيد الحقيقي بالفناء عن وجود جميع الخلق
٧- حفظ القلب من الخواطر حفظا تاما
٨- التوجه المجرد عن الألفاظ إلى مشاهدة أنوار الذات الأحدية
٩- الوقوف الزماني (يلتفت السالك عدة مرات أثناء اليوم كل ساعتين أو ثلاث إلى حال نفسه هل هو في الحضور مع الله، فيشكر ويعد نفسه مقصرا ويعزم على حضور أتم، وإن وجد نفسه في حاله غفلة تاب ورجع إلى الحضور)
١٠ - الوقوف العددي (وهو المحافظة على العدد المطلوب في الذكر الخفي باسم الذات أو بالنفي والإثبات عندما يلقنه الشيخ به)
١١- الوقوف القلبي (وهو حضور القلب مع الحق جل جلاله على وجه لا يبقى للقلب مقصود غير الحق تعالى، ولا ذهول عن معنى الذكر، وهو شرط الذكر)
:حال الخفية عند السادة النقشبندية
هذا الأصل هو أكثر ما يميز الطريقة النقشبندية، الذي اختاره رجال الطريقة منذ عهد الشيخ عبد الخالق غجدواني، ثم صارت الخفية أساس الذكر مطلقا على يد الشيخ السيد بهاء الدين شاه نقشبند، ومن ثم قيل: إن مبنى الطريقة النقشبندية على الخفية وستر الحال
:الشيخ صحبته والرابطة به
يذكر مشايخ النقشبندية فى طرق الوصول إلى الله وجود طريقين من خلال الشيخ، وهما طريق الصحبة الحسية للشيخ المربي، وطريق الرابطة القلبية بالشيخ، وكل منهما طريق مستقل عن صاحبه، فطريق الصحبة يكون بالملازمة الحسية والصحبة الدائمة للشيخ، وطريق الربط أو الرابطة يكون بالملازمة القلبية لروحانية الشيخ بسبب محبته والتعلق به والولاية له
--------------------------------
حضرة الشيخ سيد د.الشريف شمس الدين الحسيني دامت بركاتهم
الطريقة النقشبندية العلية قادرة على تطهير النفس التي تشكل حجابا بينك وبين الله تعالى
والنفس تشمل ذاتك البشرية وشهواتك وأفكار عقلك الملوث. وكلما طالت مدة حياتك بعد الطفولة، كلما ازداد حجاب النفس سماكة
واعلم أنني قادر على تزكيتك وتطهيرك
لا أزكي نفسك فحسب ، بل يمكنني أيضًا تطهير قلبك وعقلك اللذين يأخذان بك في اتجاهات مخالفة من الله. ليس ذلك فحسب ، بل يمكنني بتوفيق الله أن أرفع مرتبتك الروحانية وأن أجعلك من أولياء الله. ليس هذا فحسب ، بل يمكنني أيضًا بإذن الله أن أزج بك في الحضرة النورانية
أيها المريد! لا تقلل من شأن الشيخ المرشد. وأقل ما ينبغي أن تعلمه عني هو أني السيد الشريف شمس الدين الحسيني، جئت للعالم التائه من أعماق قلب المدينة المنورة، ومن ذرية حضرة سيد الكونين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. والله من فضله أعطاني من مددهم العالي
أيها السالك! حتى تكون محبا وصادقا، لا بد أن تدرك الحقيقة الباطنة خلف الشكل الظاهر. فالشكل بشر ولكن الحقيقة الباطنة غير ذلك
الخطوة الوحيدة التي يجب عليك اتخاذها هي أن تكون صادقًا كمال الصدق في بيعتك لنا وأن تدخل بعمق في بحر حبنا فلا ترى في سماء الهداية غيرنا
ليكن فيك الولاء المطلق والحب المطلق للمرشد - فهذا هو سر الطريقة النقشبندية العلية في ايصالك الى حضرة الحق جل جلاله
--------------------------------
حضرة الشيخ سيد د.الشريف شمس الدين الحسيني دامت بركاتهم
بدأت الطريقة النقشبندية العلية مع نشأة الإسلام في المدينة المنورة بقطب الطريقة الأكبر النور الأعظم سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم انتقلت إلى العراق باستقرار الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فيها وبقي فيها الأولياء إلى أن انتقلت إلى بلاد فارس وخراسان على يد سيدنا معروف الكرخي وسيدنا بايزيد البسطامي قدس الله سرهما، ثم إلى بلاد بخارى على يد سيدنا عبدالخالق الغجدواني قدس الله سره، ثم إلى بلاد الهند على يد سيدنا محمد باقي بالله قدس الله سره، ثم عادت إلى الحجاز المقدس على يد سيدنا منظور حسين سندي قدس الله سره، ومنه إلي خلفائه بالحجاز حتي استقرت في المدينة المنورة في شخص حضرة سيد الشريف الحسيني المدني دامت بركاتهم. وهناك مشايخ معتبرون لفروع أخرى للطريقة النقشبندية العلية في مختلف أنحاء العالم. وهناك مدعون للطريقة لا صحة لادعائهم لعدم اتباعهم لأصولها أو لانقطاع في سلسلتهم
وأما الأخلاط التي أحدثها بعض المنتسبين من المتأخرين في التصوف فليست من الطريقة النقشبندية في شئ، ولا من التصوف المعتمد عند مشايخ أهل السنة. فلا يوجد في النقشبندية العلية رقص ولا قيام ودوران ولا استخدام للآلات الموسيقية عند الذكر ولا صياح ولا التزام بمظهر معين يميز مريديها عن غيرهم، بل العمدة في الطريقة النقشبندية الأدب الكامل ظاهرا وباطنا، أي أن يكون المريد راغبا في رضا الله تعالى ومحبا متبعا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم، ولا يوجد في سلسلة الطريقة شيخ يخالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شئ.
وثمرة هذه الطريقة النقشبندية كما يشير إليها أحد علماء الطريقة سيدنا عبدالله الدهلوي قدس الله سره (ت ١٢٤٠هـ): "إن ثمرة هذه الطريقة النقشبندية هي الحضور الدائم في حضرة الحق تعالى وترسيخ العقيدة الإسلامية واتباع سنة النبي الكريم" صلى الله عليه وآله وسلم
إن ارتباط الروح بالروح والقلب بالقلب في اكتساب العلوم المعنوية كارتباط العقل بالعقل في اكتساب العلوم النقلية، ولذلك يستنير قلب المريد في الطريقة النقشبندية وتزكو نفسه بسبب هذا الارتباط الذي يصله بحقيقة حبل الله المتين وليس بمجرد نصوصه اللفظية. وحقيقة هذا الحبل يعطيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتزكية لمن أراد أخذ السبيل (الطريقة) إليه. وعن روحه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم أخذ أنوار التزكية أولئك الذين اصطفاهم الله قلبا عن قلب حتى وصلتنا بثلاث سلاسل شريفة متصلة وهم السلسة الذهبية والسلسلة العلوية والسلسة الصديقية
——————-—
المصدر: الكتاب المبارك التوسل بالزهور العطرة في الأمة المحمدية لحضرة الشيخ سيد د.الشريف شمس الدين الحسيني دامت بركاتهم